الأحد، 4 مايو 2008

هل يوجد طرق اخرى للتعرف على مخاطر زيادة الوزن ؟


هل يوجد طرقا أخرى للتعرف على مخاطر زيادة الوزن والسمنة؟

نعم فهناك طريقة قياس محيط الخصر وكذلك طريقة معدل محيط الخصر بالنسبة لمحيط الأرداف .لنشرح كل منهما بتفصيل أكثر.
محيط الخصر: هذه طريقة سهلة وشائعة الاستعمال لتحديد نسبة الدهون المختزنة في منطقة البطن(الكرش).إن مراكز الرعاية الطبية لا تهتم فقط بكمية الدهون المختزنة في الجسم ،بل يهمها معرفة الأماكن التي تتجمع فيها هذه الدهون في الجسم.وبشكل عام فإن الدهون تتركز عند النساء في الخصر والأرداف والأوراك وتعطيهن الشكل المميز لحبة الكمثرى.أما عند الرجال فتتركز الدهون في منطقة الخصر والأرداف وتعطيهم شكل التفاحة .ولكن بالطبع يوجد بعض بعض الحالات التي يأخذ فيها بعض الرجال شكل الكمثرى وبعض النساء شكل التفاحة وخاصة النساء بعد سن اليأس وتعتبر هذه حالات استثنائية.
ويعتبر تجمع الدهون في منطقة البطن (الكرش)عامل خطورة مستقل في حد ذاته مرتبط بالسمنة وخاصة أمراض القلب. وتجمع الدهون حول الخصر (الكرش)يزيد من المخاطر الصحية أكثر من تجمع الدهون في منطقة الأرداف أو الأوراك.ولكن تبقى السمنة بشكل عام هي أكثر خطورة من مناطق تجمع الدهون ويختلف معدل محيط الخصر كعامل خطورة عند الرجال عنه في النساء:
*فالرجال عرضة للمخاطر الصحية إذا كان محيط الخصر أكثر من 40 إنشا(102 سم)
*والنساء عرضة للمخاطر الصحية إذا كان محيط الخصر أكثر من 35 إنشا (88 سم)
قياس محيط الخصر: يلف شريط القياس حول أصغر نقطة في المنطقة الواقعة بين أسفل القفص الصدري وأعلى السره ،وبشرط أن يكون شريط القياس مرتاحا ولا يضغط على الجلد كثيرا.
ملحوظة هامة:إن مرجعية محيط الخصر المذكورة أعلاه لا تنطبق على الشخص شديد القصر في القامة(الطول اقل من 150 سنتيمترا أو اقل من خمسة أقدام) .وكذلك إذا كان مؤشر كتلة الجسم عند الشخص أكثر من 35.
معدل محيط الخصر بالنسبة للأرداف: يتم حساب ذلك بقسمة محيط الخصر على محيط الأرداف.
*عند الرجال:يعتبر المعدل مأمونا إذا كان 0.9 أو أقل.
*عند النساء :يعتبر المعدل مأمونا إذا كان 0.8 أو أقل.
وبشكل عام،فإن معدل (1) واحد أو أكثر للرجال والنساء يعتبر خطرا على الصحة وقد يسبب مشاكل صحية كأمراض القلب وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة.
يمكن قياس محيط الأرداف بشريط القياس ،حيث يلف الشريط (مرتاحا دون ضغط) وتقاس
المسافة حول اكبر منطقة في الأرداف.

لماذا تعتبر السمنة خطيرة

لماذا تعتبر السمنة خطيرة؟

تعتبر السمنة الآن في حد ذاتها مرض ولم تعد السمنة موضوعا يتعلق بالتجميل فقط. إن وباء السمنة في ازدياد مستمر وأصبح خطيرا في معظم العالم.لقد حان الوقت لأخذ مشكلة السمنة على محمل الجد من قبل المراكز الطبية ومن قبل الناس على حد سواء .لابد لكل شخص من تقبل المقولة بأن السمنة هي مرض مزمن في حد ذاته مثلها في ذلك مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول أو مرض السكري وغيرها.إن غالبية الناس تأكل وتتحرك قليلا ،لا بد لنا من إعادة تقييم عاداتنا وطريقة حياتنا.
إن كثيرا من المشاكل الصحية الخطيرة ترتبط بزيادة الوزن والسمنة والتي سنلقي عليها مزيدا من الضوء لاحقا،وتضم مشاكل الجهاز التنفسي بما فيها توقف التنفس لفترات قصيرة ومتكررة أثناء النوم،وأمراض القلب،وارتفاع ضغط الدم،والسكتة الدماغية،وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم.ومرض السكري،والتهابات المفاصل وبعض أنواع السرطان ،وأمراض الكبد وحصوات المرارة ،والعقم ومشاكل الحمل وعدم انتظام الدورة الشهرية،بالإضافة للمشاكل النفسية المرتبطة بالسمنة كالاكتئاب واضطراب في عادات الأكل وقلت الثقة بالنفس.
كذلك فإن السمنة تزيد من حالات العجز للعمل نتيجة للحوادث والإصابات المرتبطة بالسمنة، وزيادة معدل الإجازات المرضية وزيادة تكاليف الرعاية الطبية.على سبيل المثال لا الحصر،فإنه في سنة 2000 وفي دولة واحدة فقط من العالم (الولايات المتحدة الأمريكية)كانت التكاليف الخاصة بالسمنة هي 117 مليار دولار أمريكي انه رقم مذهل وكبير جدا.
فكما نرى ،فإن السمنة مكلفة على كافة المستويات،فالشخص نفسه لا تكلفه ماديا فحسب، بل يدفع تكاليف ذلك من صحته وما قد يعتريه من أمراض خطيرة بسبب السمنة وما يصاحب ذلك من معاناة نفسية.وهي مكلفة للدولة أيضا على شكل الزيادة في المصاريف التي تنفق على الرعاية الطبية التي تزداد أعباءها بسبب السمنة أيضا .وبشكل عام فإن المشاكل الصحية تزداد كلما ازداد مؤشر كتلة الجسم أكثر فأكثر.

ما هي المخاطر الصحية المرتبطة بزيادة الوزن والسمنة؟

*مرض السكري:
يعتبر السكري من أكثر الأمراض تأثيرا على الصحة العامة للمصاب وعلى جودة حياته.قد لا تكتشف السكري إلا بالصدفة خلال الفحص الروتيني أو الفحص الدوري،ويكتشف أحيانا عندما تظهر بعض الأعراض على المصاب مثل كثرة التبول وكثرة شرب الماء وكذلك كثرة الأكل مع نقص في الوزن دون سبب واضح.والسكري بشكل عام هو ارتفاع نسبة السكر(الجلوكوز) في الدم فوق المعدل الطبيعي.ويعتبر ارتفاع نسبة السكر في الدم سبب رئيسي لأمراض القلب وأمراض الكلى والسكتة الدماغية والعمى.
يسمى هذا النوع من السكري بالنوع الثاني أو سكري البالغين(لأنه يصيب البالغين فقط)،ويطلق علية أيضا اسم السكري الذي لا يعتمد على الأنسولين وذلك لأنه لا يعالج بإبر الأنسولين.ويعتبر هذا النوع هو أكثر أنواع السكري انتشارا حيث تبلغ نسبة المصابين بهذا النوع 85% من مجموع الناس المصابين بالسكري في العالم، منهم 90% يعانون من زيادة الوزن والسمنة.
وتزداد مخاطر الإصابة بسكري البالغين مع ازدياد مؤشر كتلة الجسم.وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية في تقريرها لسنة 2002 بأن حوالي 58% من حالات السكري في العالم كان لها علاقة بالسمنة.فإذا كنت تعاني من الزيادة في الوزن أو السمنة فإن مخاطر إصابتك بالسكري تزداد إلى 40 (أربعون)ضعفا عن غيرك من الناس أصحاب الوزن الطبيعي.
ويضيف تقرير منظمة الصحة العالمية(برغم أن سكري البالغين قد اقتصر على البالغين الكبار خلال معظم القرن العشرين ،إلا أنه الآن يصيب الأطفال المصابين بالسمنة حتى قبل سن البلوغ)
من غير المعروف بالضبط لماذا كان الأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن أو السمنة يصابون بالسكري أكثر من غيرهم.ربما لان الخلايا عند هؤلاء الناس يعتريها بعض التغيرات مما يجعلها مقاومة أو مضادة للأنسولين (أي لا تستطيع الاستفادة من السكر الموجود في الدم )وهذا بدوره يضيف عبئا كبيرا على الخلايا التي تنتج الأنسولين فى البنكرياس (خلايا بيتا Beta Cells) حيث تضطر لإنتاج مزيدا من الأنسولين للتعامل مع الكميات الكبيرة من السكر (الجلوكوز) الموجودة في الدم.
فالأنسولين هو الهرمون الذي يحمل السكر من الدم إلي الخلايا في جميع أنحاء الجسم وبدون هذا السكر(الجلوكوز)تموت الخلايا.وهذه الزيادة في إنتاج الأنسولين تجعل الخلايا التى تنتج الانسولين (خلايا بيتا) منهكة وتصاب بالفشل ومن ثم بالتلف.
إنك بالتأكيد تستطيع التقليل من مخاطر إصابتك بالسكري وذلك بالتخلص من الوزن الزائد بالإضافة لممارستك الرياضة بشكل منتظم.أما إن كنت من المصابين بالسكري فإن إنقاص وزنك بالإضافة لممارستك للرياضة يساعدك على ضبط نسبة السكر في الدم ،ويساعدك أيضا على التقليل من أدوية السكري التي تتناولها أو التقليل من جرعاتها.


*أمراض القلب:
أمراض القلب تعني بشكل عام بأن القلب والدورة الدموية لا يعملان بشكل طبيعي.
وبكلمات أخرى ،فإن القلب غير قادر على ضخ الدم بالقوة الكافية ليصل إلي جميع أنحاء الجسم،وبالتالي سيحتاج القلب للعمل بجهد أكبر للتغلب على المقاومة الموجودة بداخل الأوعية الدموية عند الشخص المصاب بالسمنة.
إن عمل القلب يمكن تشبيهه بعمل المضخة في ( خزان ) الماء ،حيث تستطيع هذه المضخة أن تدفع الماء من ( الخزان ) إلي الدور الثاني مثلا في بناية ما.إلا أن المضخة قد تعجز عن دفع الماء ليصل إلى الدور العاشر.فالقلب يعمل بنفس الأسلوب تقريبا حيث يدفع الدم ليصل إلى جميع أنحاء الجسم في حالة الوزن الطبيعي. ولكن القلب لا يستطيع ذلك في حالة السمنة إلا إذا عمل بقوة أكبر حتى يستطيع إيصال الدم للوزن الزائد.
ولذلك فإن الأشخاص المصابون بالسمنة تزداد لديهم مخاطر الإصابة بهبوط في عمل القلب.نتيجة لعمله الإضافي والذي يؤدي إلى تضخم في عضلة القلب ونقص في كفاءة عمل القلب، وبالتالي لا يستطيع ضخ الدم بقوة تمكنه من الوصول إلي جميع أنحاء الجسم.
*تصلب الشرايين:
هو عامل آخر من عوامل الخطورة على القلب والمرتبط بالسمنة .إن كمية الدهون الكبيرة التي تدور مع الدم تترسب بداخل الشرايين ويحدث انسداد جزئي أو انسداد كلي للشريان في الحالات الشديدة.مما يؤدي إلي حدوث الجلطة ( النوبة القلبية )( Angina ) او الزبحة الصدرية( Myocardial infarction ) إذا كان الانسداد في الشرايين التاجية التى تغذى القلب ، أو يحدث سكتة دماغية ( Brain stroke ) في حالة شرايين المخ . وقد أثبتت الدراسات بأن مخاطر الجلطة ترتبط بالسمنة حيث تزداد المخاطر مع الزيادة في مؤشر كتلة الجسم. وكذلك تزداد مخاطر الإصابة عند الأشخاص الذين تتجمع الدهون لديهم في منطقة البطن(الكرش).
كذلك فإن زيادة الوزن والسمنة تزيد من احتمالات ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم ،ونسبة الكوليسترول منخفض الكثافة (الكوليسترول الضار)وكذلك انخفاض نسبة الكوليسترول عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد) .كذلك فإن ارتفاع ضغط الدم له علاقة مباشرة بالسمنة ، فهناك ارتفاع مستمر في ضغط الدم مع الزيادة في الوزن . وارتفاع ضغط الدم كما هو معروف هو عامل هام من عوامل الخطورة التي قد تؤدي إلي هبوط في القلب أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
إن تخفيض الوزن عند المصابين بالسمنة يقلل من فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ويعمل على تخفيض ضغط الدم ونسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم ويعمل تخفيض الوزن كذلك على تنشيط عمل القلب وسهولة سريان الدم في الأوعية الدموية والتقليل من عوامل الخطورة على القلب بشكل عام.

*أمراض الكبد والمرارة المصاحبة للسمنة:
تزداد قابلية الأشخاص الذين يعانون من السمنة لتكوين حصوات المرارة نتيجة لسببين،السبب الأول هو كثرة الأكل والدهون حيث تضعف المرارة في عملها وتبدأ بذلك العصارة المرارية في التجمع بداخل المرارة مما يؤدي إلي تكوين الحصوات المرارية .والسبب الثاني هو نتيجة لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم،والكولسترول هو العامل الرئيسي في تكوين حصوات المرارة.وبصورة مماثلة فإن المصابين بالسمنة لديهم فائض كبير من الدهون في أجسامهم بحيث يصبح الكبد غير قادر على التعامل مع هذا الكم من الدهون وتصريفه،وبالتالي تتجمع الدهون في خلايا الكبد مسببة حالة يطلق عليها (تشمع الكبد او الكبد الدهنى Fatty liver ).وترتفع نسبة تشمع الكبد عند الأشخاص المصابين بزيادة الوزن والسمنة وكذلك المصابين بالسكري أكثر من غيرهم من الناس.وتشمع الكبد قد يحدث تلفا في خلايا الكبد والذي بدوره قد يؤدي إلى تليف الكبد إن كان التشمع كبيرا (تليف الكبد هو تحول خلايا الكبد إلى نسيج ليفي يحد من سريان الدم بشكل طبيعي في الكبد).تتكون حصوات المرارة في معظمها من الكولسترول وقد يترتب على وجود حصوات المرارة ألم حاد في البطن يشبه في حدته المغص الكلوي أو أشد من ذلك . وقد لا يسبب وجود الحصوات أية أعراض تذكر.وحصوات المرارة قد تكون واحدة أو بضعة حصوات وقد تكون كثيرة العدد تصل إلى عشرات أو مئات، منها الصغير ومنها الكبير في الحجم وقد يحدث بأن تتحرك واحدة أو أكثر من هذه الحصوات وقد تصل إلي القناة المرارية الرئيسية وتنحشر هناك ويحدث انسدادا تاما للقناة المرارية و تؤدى الى حدوث ارتفاع فى نسبة الصفراء فى الدم نتيجة انسداد القناة المرارية الرئيسية ، وهي من الحالات الطارئة التي تتطلب التدخل الجراحي الفوري لان ذلك قد يشكل تهديدا لحياة المريض ، إما علاج حصوات المرارة فهو استئصال المرارة بالكامل وما بها من حصوات ويتم ذلك الآن بواسطة المنظار و لكن للحالات التى يسمح وزنها و سنها لاجراء التدخل الجراحى بالمنظار اما الحالات التى وزنها زائد قد لا يفلح مها التدخل بالمنظار .
إن تخفيض الوزن الزائد من شأنه التقليل من تجمع الدهون في الكبد ويخلص الجسم كذلك من الدهون المترسبة في الكبد ،على أن يكون تخفيض الوزن بطيئا(من نصف كيلو إلي كيلوجرام واحد في الأسبوع).يجب أخذ الحذر من النقص السريع في الوزن (أكثر من كيلو جرام ونصف في الأسبوع)لان ذلك يزيد من فرصة تكوين حصوات المرارة نتيجة لزيادة تدفق الكوليسترول عبر المرارة.

*إلتهاب المفاصل والسمنة:
تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة المصابين بالتهاب المفاصل عند الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والسمنة.وأكثر المفاصل تعرضا لذلك هي الركبة،والفخذ ،والكاحل وأسفل الظهر.يحدث ذلك كنتيجة مباشرة للتلف الذي يحدث في المفاصل من جراء الوزن الزائد مما يجعل الحركة صعبة.وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف في العضلات ثم ضمودها بالإضافة إلى نقص السائل الموجود بداخل المفصل(الذي يسهل حركة المفصل)مما يسبب التهابا وألما في المفصل.
إن تخفيض الوزن يخفف العبىء عن مفاصل الكاحل والركبة وأسفل الظهر وهي المفاصل التي تقع على عاتقها تحمل وزن الجسم بكامله.كذلك فإن تخفيض الوزن يعمل على تحسن في الأعراض المصاحبة لالتهاب المفاصل إن وجدت .وأظهرت الدراسات بأن تخفيض مؤشر كتلة الجسم بمقدار اثنان (2) يقابله انخفاض في احتمالات حدوث التهاب المفاصل بمقدار 50% (خمسون في المائة)وهو تحسن كبير جدا.

*السرطان والسمنة:
يحدث السرطان عندما تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي مع فقدان السيطرة عليها للتوقف عند حد معين.وقد يحدث ذلك في أي نوع من الخلايا في الجسم كخلايا القولون مثلا.ثم إمكانية انتشار هذه الخلايا السرطانية إلى أماكن أخرى في الجسم كأن تصل إلي الكبد مثلا وتبدأ في النمو هناك بشكل سرطاني أيضا.
إن السمنة تزيد من مخاطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان كسرطان القولون والمستقيم،وسرطان البلعوم والكبد والمرارة والبنكرياس والكلى والرحم وسطان الثدي بعد سن اليأس وأنواع أخرى عديدة من السرطان.
وفي دراسة كبيرة أجريت على 900.00( تسعمائة ألف) شخص من البالغين منهم 405000 من الرجال(أربعمائة وخمسة آلاف) ،وكذلك 495000 من النساء (أربعمائة وخمسة وتسعون ألفا). تمت متابعة حالتهم لمدة 16 سنة (من سنة 1982 إلي 1998).وأظهرت النتائج بوجود ارتفاع في احتمالات مخاطر الوفاة وارتفاع نسبة الوفيات نتيجة لأنواع السرطان المذكورة أعلاه كلما زاد مؤشر كتلة الجسم. وكانت الزيادة في مخاطر الوفاة عند الرجال نتيجة لسرطان المعدة والبروستاتا،بينما كانت عند النساء نتيجة لسرطان الثدي والرحم وعنق الرحم والمبايض.إن تجنب الزيارة في الوزن قد تحد من مخاطر الارتفاع في نسبة الإصابة بالسرطان.بينما يعمل تخفيض الوزن الزائد وتناول الغذاء الصحي المتوازن بالإضافة لممارسة الرياضة بشكل منتظم والامتناع عن التدخين ،كل ذلك يعمل على التقليل من مخاطر الإصابة بالسرطان.

*الجهاز التنفسي والسمنة:
إن حركة الصدر والبطن تصبح صعبة في حالة زيادة الوزن والسمنة وتحتاج عضلات الصدر إلى قوة اكبر للتحرك أثناء عملية التنفس،ولذلك فإن الأشخاص المصابون بالسمنة يشعرون بصعوبة في التنفس ويتعبون بسرعة ويخلدون إلي الراحة المتكررة.ويعتبر توقف التنفس لفترات قصيرة ومتكررة أثناء النوم من أهم مشاكل الجهاز التنفسي المصاحبة للسمنة.وتوقف التنفس أثناء النوم.ولذلك فإن الشخص الذي يحدث له ذلك يعاني من النعاس خلال النهار التالي مع صعوبة في التركيز.أما أسباب توقف التنفس أثناء النوم فيرجع إلي زيادة ترسب الدهون حول العنق والرقبة وفي الأنسجة المحيطة لمجرى التنفس عند الأشخاص المصابين بالسمنة،يعمل ذلك على الضغط بشكل مباشر على مجرى التنفس ويضيق المجرى من جراء ذلك .كذلك فأن ترسب الدهون يتعارض مع عمل عضلات الصدر خلال التنفس(الشهيق والزفير) والذي يحافظ على حيوية الجزء العلوي لمجرى التنفس.
وتزداد كذلك قابلية الأشخاص الذين يعانون من السمنة للإصابة بالربو أكثر من غيرهم من الناس أصحاب الأوزان الطبيعية و خاصة بين صغار السن ( الاطفال ).
وحجم الرقبة يقل عادة مع تخفيض الوزن وتتحسن بذلك حالة توقف التنفس المفاجئ أثناء النوم.كذلك يعمل تخفيض الوزن على تقليل انضغاط مجرى التنفس مما ينعكس بشكل ايجابي على علاج المريض.

*المشاكل النفسية والاجتماعية للسمنة:
تعتبر ضعف الروح المعنوية من أهم المشاكل النفسية المصاحبة للسمنة أو الناتجة عنها،وهذا بدوره قد يؤدي إلي الاكتئاب إذا زادت حدته أكثر وأكثر.والاكتئاب في حد ذاته قد يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية ومزيدا من الاكتئاب والذي يزداد حدة.وهكذا يجد الشخص نفسه يدور في حلقة مفرغة،مما يزيد من صعوبة العلاج مع مرور الوقت.كذلك للعوامل الاجتماعية تأثيرا كبيرا على مجريات السمنة،حيث يتعرض المصابون بالسمنة في حياتنا المعاصرة إلى الضغوط النفسية والرفض من قبل المجتمع ،ويزداد الأمر سوءا في حالة المرأة.مما ينعكس على سلوك الشخص المصاب بالسمنة حيث يميل إلى العزلة والوحدة بعيدا عن الناس وهروبا من هذه المواقف.ومنهم من يلجأ إلي الأكل كنوع من التعويض المعنوي مما يزيد المشكلة سوءا.

*الجلد والسمنة:
هناك تغيرات كثيرة تحدث في الجلد من جراء السمنة منها الخطوط التي تتكون من جراء تمدد واتساع الترسبات الدهنية تحت الجلد وما ينتج عن ذلك من ضغط على الجلد.
كذلك قد تصاب النساء بظاهرة نمو الشعر بشكل غير اعتيادي في أماكن كثير من الجسم.ويحدث ذلك كنتيجة للتغيرات الهرمونية التي تصاحب السمنة والتي تزيد من إفراز هرمون(تستوستيرون)وهو هرمون الذكورة(وهو يفرز بكميات قليلة عند النساء في الأحوال الطبيعية)،إلا أنه يفرز بكثرة عند النساء المصابات بالسمنة.كذلك يزداد إفراز العرق بكثرة في حالة السمنة مما يؤدي إلي حدوث التهابات جلدية وتكرار حدوث الدمامل أو إصابة الجلد بالفطريات وخاصة في منطقة تحت الإبط ومنطقة بين الفخذين وتحت الثديين عند النساء من الأماكن حسب درجة السمنة وحالة الجلد.فهذه الأماكن توفر المناخ الملائم لنمو الميكروبات (من بكتيريا وفطريات وغيرها) حيث تتوفر الرطوبة ودرجات الحرارة المناسبة لنموها.
*مشاكل أخرى مرتبطة بالسمنة؟
هناك مشاكل أخرى عديدة ترتبط بالسمنة ،مثل كثرة مرات التبول نتيجة للضغط الواقع على المثانة ،كذلك تكون حصوات في المثانة نتيجة لعدم القدرة على تفريغ المثانة من البول بالكامل وبالتالي يتجمع البول في المثانة ويساعد ذلك على تكون الحصوات.
من المشاكل أيضا عدم انتظام الدورة الشهرية وفشل المبايض وانخفاض الخصوبة أو حدوث العقم كذلك فإن علاقة الأشخاص المصابين بالسمنة مع شركاء حياتهم (الزوج أو الزوجة) قد يعتريها التوتر .ويعتبر الفتق من الحالات الشائعة عند المصابين بالسمنة نتيجة لضعف عضلات البطن والصعوبات التي تحدث أيضا قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية التي تجرى للمصابين بالسمنة.كذلك فإن المصابين بالسمنة ترتفع عندهم نسبة الحوادث والإصابات ومن المشاكل أيضا ارتجاع الأكل والحامض من المعدة إلي المريء نظرا لضعف وارتخاء الصمام بين المريء والمعدة والذي يسمح بمرور الطعام في اتجاه واحد في الأحوال الطبيعية (من المريء إلي المعدة فقط)كذلك من المشاكل التهاب القولون ،والبواسير،ومضاعفات الحمل ومرض النقرس نتيجة لازدياد حامض اليوريك في الدم،وغيرها الكثير الكثير.

لماذا يعانى اغلبية الناس الان من زيادة الوزن ؟

لماذا يعاني أغلبية الناس الآن من زيادة الوزن أو السمنة؟

إن السبب الرئيسي يكمن في زيادة ما يتناوله الناس من طعام مع انخفاض في نشاطهم الجسماني.لقد ازدادت كميات الأكل التي يتناولها الناس وزادت في محتواها من السعرات الحرارية (الطاقة)نظرا لما تحتويه من نسبة كبيرة من الدهون والسكريات.وفي مقابل ذلك يكاد ينعدم المجهود الجسماني الذي يقوم به الناس.والنتيجة هي الزيادة الكبيرة في كمية ما يتناوله الناس من سعرات حرارية(الطاقة المكتسبة)من خلال الأكل بحيث يفوق ذلك بكثير عما يفقده الجسم من سعرات حرارية (الطاقة المكتسبة) عن طريق الحركة والرياضة .وبتالي يزداد الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة أكثر من الطاقة المستهلكة =زيادة في الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة أكثر من الطاقة المستهلكة =نقص في الوزن.
إذا كانت الطاقة المكتسبة هي نفس الطاقة المستهلكة =لا تغيير في الوزن.

كيف يقوم الجسم بحرق السعرات الحرارية؟

يحتاج الجسم إلى طاقة معينة حتى يقوم بوظائفه دون اللجوء إلى أية أعمال إضافية،وتسمى معدل الطاقة الأساسي أو (Basal Metabolic Rate) تقاس الطاقة بالسعرات الحرارية أو الكالوري باللغة الانجليزية (Calories) يزداد معدل استهلاكنا للطاقة كلما قمنا بزيارة نشاطنا الجسماني.
فإذا أخذنا سعرات حرارية أقل من معدل الطاقة الأساسي(أي اقل مما نحتاج) عن طريق الأكل فإن الجسم يقوم بتعويض ذلك من خلال استخدام مخزون الجسم من الطاقة وبالتالي ينخفض الوزن.أما إذا أخذنا سعرات حرارية أكثر من معدل الطاقة الأساسي (أي أكثر مما نحتاج فعليا )فإن هذه الزيادة في السعرات الحرارية يقوم الجسم بتخزينها على شكل دهون ويزداد الوزن نتيجة لذلك.
ماهي الأسباب المختلفة لزيادة الوزن والسمنة؟

يمكن تلخيص أسباب زيادة الوزن والسمنة كما يلي:

1- السلوك: إن سلوك الأفراد وعاداتهم الغذائية تلعب دورا كبيرا في هذا المجال.لقد اعتاد الناس على تناول كميات كبيرة من أصناف الطعام الغنية بالدهون والسكريات بينما لا يقوموا في المقابل بنشاط جسماني أو رياضة بدنية تتناسب مع ذلك.مما يؤدي بالتالي إلي خلل في ميزان الطاقة في الجسم ،مما يؤدي إلي زيادة في الوزن.
البيئة:إن التغير الذي طرأ على البيئة قد زاد من الخيارات المطروحة أمام الناس بالنسبة لأصناف الطعام وانعكس ذلك على العادات الغذائية.إن الأرفف في الجمعيات التعاونية والأسواق تزدحم بكل أصناف الطعام،منها الجاهز للأكل بمجرد تسخينه،ومنها وجبات المطاعم السريعة ،والمشروبات الغازية،وكل ما لذ وطاب أصبح متوفرا وفي متناول الجميع،وكثيرا من هذه الأصناف يحتوي على سعرات حرارية (طاقة)كبيرة.
كذلك فإن بعض الأصناف تحمل في طياتها تضليل وخداع متعمد للمستهلك في أساليب الدعاية لهذه الأصناف.كأن يكتب عليها مثلا أو يتم تسويقها تحت مقولة بأنها (لا تحتوي على دهون)أو قليلة الدهن.بينما قد تحتوي على سعرات حرارية تفوق الأصناف الأصلية التي تحتوي على الدهون .من هنا تأتي أهمية قراءة التفصيلات التي تكتب على أي صنف قبل الشراء لمعرفة المعلومات الغذائية عن ذلك الصنف بالإضافة إلي الاعتدال في الأكل.
إن البيئة لها تأثير قوي على زيادة الوزن.فالمجتمعات ،والمدارس والمنازل وأماكن العمل كل له دوره ويشارك في ذلك مما يساعد الأشخاص على اتخاذ القرارات الصحية السليمة للحد من انتشار الزيادة في الوزن والسمنة.
2- الوراثة: للوراثة دور في حدوث السمنة،حيث أن الجينات الخاصة بذلك لها تأثير على الجسم في كيفية حرقة للسعرات الحرارية لتوليد الطاقة او لتخزين الدهون.ويحتاج ذلك إلى عوامل خارجية كزيادة الأكل وعدم مزاولة الرياضة حتى تحدث السمنة الناتجة عن الوراثة.وهذا لا يعني بالطبع حتمية حدوث ذلك،فأفراد العائلة أيضا يتشاركون في الأكل وفي طريقة سلوكياتهم وعاداتهم بشكل عام مما ينعكس على إصابة عدد كبير منهم بالزيادة في الوزن أو السمنة.
أسباب نفسية:يلعب العامل النفسي دورا هاما في العادات الغذائية فكثير من الناس يلجا للأكل كردة فعل لانفعالات سلبية ومثال على ذلك عند الشعور بالملل والحزن أو الغضب.
3- أسباب أخرى: إن بعض الأمراض قد تؤدي لزيادة الوزن والسمنة ويشمل ذلك:
خمول الغدة الدرقية Hypothyroidism، وخلل في عمل الغدة الكظرية Adrenal Gland أو ما يعرف بمرض كوشنج (Cushing Syndrome) والاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى قد تؤدي إلى زيادة الوزن.
كذلك قد تؤدي بعض الأدوية إلى زيادة الوزن مثل أدوية الكورتيزون وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب ،أو تجعل برامج تخفيض الوزن أكثر صعوبة .ويلعب العمر دورا في زيادة الوزن والسمنة،فكلما تقدم الإنسان في العمر تتباطىء عملية توليد الطاقة في الجسم ،ولذلك فإننا سنكتسب بعض الوزن الزائد كلما تقدم بنا العمر.
قد لا نستطيع عمل أي شيء تجاه العامل الوراثي والعمر،إلا أنك بالتأكيد تستطيع التغيير من عاداتك الغذائية ومستوى الحركة والرياضة في حياتك.